على هامش الطبعة السابعة عشرة للصالون الدولي للكتاب سيتم عرض أفلام سينمائية تعنى بثورة التحرير الجزائرية وذلك على غرار فيلم الأفيون والعصا لأحمد راشدي والمقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه لمولود معمري

فمن واضح إذن أن السينما الجزائرية مكرسة للكتابة عن تاريخ الثورة المجيدة

وإذا أمعنّا النظر في السينما الجزائرية وتاريخها، خمسون سنة من الإنتاجان الفنية، سنرى بأن غالبية الأعمال أنجزت للحديث عن حرب التحرير الجزائرية أو على الأقل لها علاقة بالثورة والنضال والكفاح المتوافق مع طبيعة هذا الشعب الذي أنجبت أرضه الأبطال الذين صنعوا أمجاد هذا الوطن. ولذلك فإن بطولة أبناء الشعب الجزائري و تضحياتهم العديدة ماهي الإنتاج ولادتهم من رحم الثورة، وفي قلب نضال شعب يأبى العيش تحت وطأة الاحتلال، فكافح ليقدم الغالي والنفيس لتحرير نفسه من نير الاستعمار، واستعادة حريته

لقد ناضل المخرجون ممن سخروا إبداعاتهم لخدمة الوطن جنبا إلى جنب رفقة المجاهدين في ساحة القتال. والواقع أن السينما الجزائرية ولدت مع الثورة والحرب ضد الاستعمار. فلقد انطلقت في بادئ الأمر كسينما تسجيلية أو ما يعرف بـ "الأفلام الوثائقية"، حيث أضاف هذا النوع الفني الكثير للسينما الجزائرية، خاصة أنه يعتمد على وقائع التاريخ إلى حد بعيد. ومع استقلال البلاد وما بعد ذلك بدأ استثمار الخيال في هذا المجال من خلال أعمال سينمائية روائية، خاصة مع حلول عقد السبعينات حينما بلغت السينما الجزائرية ذروتها لتدخل في عصرها الذهبي وتضع بصمتها إلى جانب رواد هذا الفن.

كما لا يخفى على أحد هذا الاهتمام الذي عاد مؤخرا من السينما الجزائرية للاعتناء بتاريخ الثورة المجيدة. وقد تجسد ذلك في عدد من الأعمال على غرار فيلم "زبانة" لمخرجه السعيد ولد خليفة، وفيلم "مصطفى بن بولعيد" لأحمد راشدي وغيرهما من الأعمال التي أرخت لبطولات شهداء الثورة وتضحياتهم.

ولطالما اعتبرت موضوعات سينما المتعلقة بالثورة الميزة الأساسية التي تجعل السينما الجزائرية تتميّز عن باقي الإنتاج السينمائي في أقطار العالم. فلقد شدّت انتباه الشاشة الفضية وكونت لنفسها معجبين وأصبحت رمزا للتنوع والثراء. إن السينما كباقي الفنون هي أداة مهمة لتوثيق التاريخ ليبقى محفوظا، فتتناوله الأجيال فجيلا، كما أنها أداة لحفظ وصون وإحياء الذاكرة الجماعية الجزائرية التي بفضلها تعيش الأجيال الجديدة في كرامة وإباء.