على يمينك قبالة المدخل المركزي لصالون الكتاب بالصنوبر البحري جناح "روح المهرجان إفريقي" الذي تزين هذه الطبعة بأبهى حلة، يأخذ بروائحه وألوانه إلى تلك الغابات الصاخبة أو الهادئة، إلى المناظر الإفريقية الخلابة، إلى الثقافة الممتزجة بجنون الإبداع، مثقفون من عمق "السمراء" يباركون بهجة اللقاء مع الكتاب الجزائريين،رونق خاص وسفر بلا حدود إلى الثقافة الإفريقية وارتحال إلى الأدب "الأسمر" الذي صنعه كتابنا الأفارقة عبر التاريخ.

يعود هذا الجناح ليطل على القراء في الطبعة السابعة عشرة للصالون الدولي للكتاب ليحمل لهم رسالة السلام الإفريقية، رسالة كتبتها روابط التاريخ والحضارة والنضال المشترك التي جمعت بين دول هذه القارة العجوز.

حنين يطل من بعيد، في قرب، تلامس من خلاله الفن الإفريقي، بتقاليد القارة وأعرافها وأدبها، في نفحات من القيل الراقي والقال الأسمى بمعاني الطهر والجمال. لا يمكن إلا أن تقف متأملا في ذلك الجناح، الذي صنع بأنامل مصممين مبدعين، قمة النرجسية لذلك الكوخ الذي اعتلى منصة تلاقى فيها كتاب السينغال بنظائرهم من الطوغو في الجزائر، في تونس والمغرب و...غيرها.

وقد استحسن الزائر الجزائري في أولى أيام الطبعة السابعة عشرة للصالون الدولي للكتاب الشكل الذي جاء به جناح "روح المهرجان الإفريقي"، فأجمع الذين تقربنا منهم على أن الاحترافية تركز دائما على التفاصيل من أدقها إلى أكبرها، فيشير أسامة طالب (سنة رابعة أدب عربي بجامعة بوزريعة) إلى أن شكل جناح "روح إفريقيا" جذبه للتقرب والتعرف على ما يقدمونه، وأثنى في هذا السياق على العمل المتكامل لفريق العمل الذي ظهرت جهوده جليا مع انطلاق التظاهرة. من جهتها قالت السيدة خديجة.ط معلمة بأن أولادها أعجبوا كثيرا بالجناح وما فيه من كتب عن إفريقيا:" خاصة أن هذا الجناح ركز على أن يظهر في حلة جميلة.. ببساطة استطاع أن يلفت الانتباه". أما السيد محمد.ك إداري بجامعة القبة فقد اعتبر هذا النوع من الأجنحة الأكثر تعلقا بالذاكرة، كما أشار إلى أنها تعطي انطباعا جيدا خاصة لدور النشر الأجنبية عن الناشر الجزائري بشكل عام والثقافة الإفريقية بشكل خاص، خاصة في ظل :"الفكر المحدود عن قارتنا الغنية بالتنوع الحضاري"، أما جليل.م طالب سنة رابعة بجامعة الإعلام والاتصال فقد ذهب إلى أن هذا النوع من الأجنحة من شأنه التعريف برواد الكتابة الإفريقية وفطاحلها.

وتستمر مشاركة جناح "روح المهرجان الإفريقي للسنة الثالثة في إطار الصالون الدولي للكتاب، حيث يعتبر الجناح امتدادا للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي جرت فعالياته في جويلية من عام 2009. وذلك بعد 48 سنة من الغياب. وكان قد استقبل هذا الجناح رقما لا بأس به من الزوار، إضافة إلى اللقاءات الأدبية التي جمعت كتابا أفارقة ليتبادلوا الفكر والإبداع فيما بينهم.